languageFrançais

خبير يدعو إلى وضع استراتيجية وطنية لتطوير ذكاء اصطناعي تونسي 100%

قال الخبير في تطوير المشاريع محمد علي بسباس في تصريح لموزاييك إن "السرعة التي يسير بها الذكاء الاصطناعي تفوق سرعة تطور الإنترنت بـ17 مرة وفق دراسة دولية"، مضيفاً أن "ما نعيشه اليوم ليس ثورة تكنولوجية فحسب، بل فرصة كبيرة تحتاج منا إلى وعي واستراتيجية واضحة لكيفية التعامل معها".

وأشار بسباس إلى أن المرحلة الحالية تتطلب أكثر من الانبهار بالذكاء الاصطناعي، بل فهماً عميقاً لطريقة استخدامه.

وأضاف محدثنا "يجب أن نُكوّن وعياً جماعياً لدى المواطنين حول كيفية استعمال هذه التقنيات. لا يمكن أن نعطي معلوماتنا الخاصة لكل أداة أو منصة دون وعي بالمخاطر. يجب أن يكون المستخدم مسؤولاً ومدركاً لما يشاركه وكيفية استخدامه".

وضع استراتيجية وطنية لتطوير ذكاء اصطناعي

وأوضح بسباس أن بعض الأدوات المفتوحة (Open Source وAPI) تقوم بجمع المعلومات التي يقدّمها المستخدمون وتستغلها لتطوير قدراتها أو لأغراض أخرى، وهو ما يمثل خطراً على المعطيات الشخصية والمؤسساتية. 

ودعا الخبير في هذا الإطار إلى "وضع استراتيجية وطنية لتطوير ذكاء اصطناعي تونسي 100%، وتكوين كفاءات محلية قادرة على حماية بياناتنا وتطوير حلولنا دون الاعتماد المفرط على الخارج".

وأكد بسباس أن "الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً في حد ذاته، بل طريقة تعاملنا معه هي التي تحدد إن كان فرصة للتقدم أم خطراً على أمننا الوطني".

تطوير الحلول الأمنية

من جانبه، قال الخبير في السلامة المعلوماتية وسيم كمّون، في تصريح لموزاييك، إن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم "سلاحاً ذا حدّين"، إذ يمكن أن يُستخدم في تطوير الحلول الأمنية كما يمكن أن يُستغلّ في تنفيذ هجمات إلكترونية أكثر تطوراً وسرعة. 

وحذّر كمّون من تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات القرصنة وسرقة البيانات الشخصية، قائلاً: "هناك روبوتات تعتمد على الذكاء الاصطناعي تقوم بجمع كلمات السرّ والمعلومات البنكية للمستخدمين، وتستغلها في عمليات احتيال واختراق. المواطن العادي هو الحلقة الأضعف لأنه الأقل وعياً بهذه المخاطر".

وعي متزايد بخطورة الوضع

وأوضح محدثنا أن الشركات التونسية بدأت تُبدي وعياً متزايداً بخطورة الوضع، "لكن لا يزال الأفراد بعيدين عن مستوى الحذر المطلوب"، مشدداً على ضرورة التعاون بين الإعلام والاختصاصيين لنشر ثقافة الأمان الرقمي.

وأضاف كمّون أن الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية (ANCS) تقوم بجهود هامة في تنظيم ورشات تكوين وتوعية، لكنّ العمل الميداني يبقى غير كافٍ في ظل التهديدات المتصاعدة".

وتابع المصدر ذاته "في العالم، هناك هجوم إلكتروني كل ثلاث ثوانٍ، وشركات كبرى تختفي بعد اختراق بياناتها. لذلك لا يكفي أن تكون لدينا استراتيجية مكتوبة، بل يجب أن نفعّلها على أرض الواقع من خلال التدريب والجاهزية".

ودعا الخبيران في ختام تصريحهما إلى تبنّي استراتيجية وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: التكوين والتوعية، تطوير حلول محلية، وتعزيز حماية المعطيات الشخصية.

صلاح الدين كريمي